الصلاة بدون أذان صحيحة، لأن الأذان غير داخل في ماهية الصلاة فهو عبادة مستقلة، إن كانوا جماعة يؤذنون ولا سيما إذا كانوا في بلد لم يؤذن فيه، أو كانوا في سفر وخرج الوقت وطال الفصل بينهما، لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "ما من ثلاثة لا يؤذنون ولا تقام فيهم الصلاة إلا استحوذ عليهم الشيطان". [أخرجه أحمد (5/196) وأبو داود (1/371/547) والنسائي (2/106-107/546) وصححه ابن خزيمة وابن حبان والحاكم].

بالنسبة للعلماء فعلماء الحق الذين تشبعوا بالكتاب والسنة وتربعوا على فهم سلف الأمة وليس لهم غرض إلا ربط الناس بالكتاب والسنة، فهؤلاء هم قدوة الناس في العلم والعمل والفتوى والتوجيه والعلم والتعلم، وهؤلاء الذين أشرت إليهم مثل سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز والشيخ محمد بن عثيمين وممن سار على دربهم ومنهاجهم؛ نماذج من هؤلاء العلماء الصادقين. أما القرضاوي والغزالي الذين أشرت إليهم فهؤلاء تأثروا بالمنهج الخلفي الذي يرى تحكيم العقل على النصوص ويقدمه على دلالتها وصراحتها زيادة على أن بعضهم يرى التملق الحضاري ومسايرة الغربيين في كثير من قضاياهم، ومحاولة إظهار الإسلام بأنه دين متفتح، وقلما تجد عند القرضاوي –مثلا- في كثير من فتاواه: هذا حرام، أو هذا بدعة، أو هذا شرك، أو هذا كفر، فهذه المصطلحات الشرعية نادرة في فتاواه وفي طرحه، وله طامات وعظائم في محاضراته وفتاواه وكتبه. وأما الهالك محمد الغزالي فكتبه طافحة برد السنة والاعتراض عليها، وقد تبنى هذا المنهج كثير ممن سار في دربهم ممن جمع بين منهج الخلف المنحرف والتأثر بالفكر الغربي الحاقد الذي لا يقيم للحلال والحرام معنى، ويراه من الأغلال والقيود التي أخرت الأمة دهرا من الزمان. فما عليه الشيخ ابن باز ومن سار في دربه هو المنهج الحق الذي يجمع شمل الأمة على التوحيد والسنة، وأما ما سوى ذلك من المناهج المنحرفة فلا أرى لك الاقتداء بها ولا الاشتغال بها، فانبذها وراءك ظهريا، وعض على السنة وأهلها بالنواجذ وإياك ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة.

السحور يكون للصيام ليستعين به الصائم على صيامه الذي يقطع فيه الأكل والشرب، وأما التسحر لغير ذلك فهو بدعة، فيوم العيد يوم أكل وفرحة وشرب لا سحور له، ومن تسحر له فقد ابتدع وكل بدع ضلالة.

العقار كله إذا كان ملكا للإنسان، ولم يُعِدَّهُ للبيع فليست فيه زكاة، أما إن كانت له أراضي يتاجر فيها ويبيع فيها ويشتري فيخرج زكاتها حسب ما اشترى به فإن باعها واكتنز مالها وحال عليها الحول فيزكيها زكاة المال. هذا والله أعلم.

– الخائف من البرد وسوء عاقبته يتيمم للصلاة حتى يقدر على استعمال الماء، وتتوفر له الظروف التي يتأتى معها الغسل بدون أذى وبدون ضرر.

حلق اللحى منكر، وحالق اللحية آثم كما أن الذي حلق لحيته آثم، فلا فرق بين هذا وهذا، فكلاهما مستويان في الوزر، والنبي صلى الله عليه وسلم قال: "لعن الله الواصلة والمستوصلة، والواشمة والمستوشمة"، [أخرجه أحمد (2/21) والبخاري (5947) ومسلم (2124) من حديث عبد الله بن عمر].

 لا يجوز للمرأة أن تدرس لا في الثانوية ولا في الإعدادية لما فيها من المفاسد والمغازلات، وتعرض الشباب للإناث في الطرقات، وغير ذلك من المنكرات، فالدراسة في الثانويات والإعداديات المختلطة للإناث كلها فتنة فلا تجوز البتة. هذا والله أعلم.

– هذا أمر طيب تشكرون عليه ويدعى لكم بالخير من قبل المسلمين، وأما الخطة فالأمر سهل ويسير، فكل الطرق التي يسلكها الأشرار في نشر دعوتهم الفاسدة فاسلكوها أنتم في نشر دعوتكم الحقة، دون الوقوع في الأساليب الممنوعة، ودون الاصطدام بالمسؤولين في المؤسسة، وكما أشرت فإن اختيار الشريط السلفي الصحيح، والكتاب السلفي الصحيح، والاتصال بالطلبة المقبلين على الله ثم على الدعوة في كل لحظة من اللحظات، في الاستراحة وفي أوقات الفراغ وفي المسجد، وعقد الندوات والمعارض، ودعوة أهل العلم للثانوية، واختيار النصوص الصحيحة والهادفة على المجلة الحائطية التي أشرت إليها، كل هذا إن استغل بالحكمة والموعظة الحسنة كان نافعا لك في إيصال دعوتك إلى عموم الناس.

الحديث الذي أشرت إليه أخرجه الإمام أحمد (3/304) والبخاري (1/574/335) ومسلم (1/370-371/521) والنسائي (1/229-231/430) من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أعطيت خمسا لم يعطهن أحد قبلي نصرت بالرعب مسيرة شهر وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا فأيما رجل من أمتي أدركته الصلاة فليصل، وأحلت لي المغانم ولم تحل لأحد قبلي، وأعطيت الشفاعة، وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى الناس عامة". قال الحافظ في الفتح (1/576): "لفظ رواية عمرو بن شعيب: "ونصرت على العدو بالرعب ولو كان بيني وبينهم مسيرة شهر". فالله تبارك وتعالى ألقى الرعب في قلوب الكفار من هيبة الرسول صلى الله عليه وسلم، وأنهم يخافون لمسافة شهر بمسير القدم، فالفرس والروم في ذلك الوقت، وكما واقع الآن في قلوب الكفار فإنهم يخافون الإسلام ويرعبون منه رغم ضعف أهله وقلتهم وقلة عددهم وعدتهم، فالله تعالى جعل الهيبة للإسلام ولأهله الصادقين.

الله سبحانه وتعالى حرم أكل الخنزير وذبحه قال الله تعالى: ((حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالْدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ)) [المائدة: 3]، فكيف يجوز العمل فيه، فالعمل فيه محرم لا يجوز، والعامل فيه آثم معتد. هذا والله أعلم.