الاجتهاد أن يصل العالم إلى درجة تؤهله لفهم النصوص الفهم الصحيح بحيث يكون أتقن الوسائل التي تمكنه من ذلك، ويكون على اطلاع واسع بنصوص الكتاب والسنة وبفقهها وبأقوال السلف الصالح، وأن يكون له إلمام بمسائل الإجماع والخلاف، هذه هي حقيقة المجتهد.
 أما ما يوجد في كتب الأصول من شروط المجتهد فلعل تلك الشروط لا تتوفر حتى في أبي بكر وعمر، فكلها شروط ما أنزل الله بها من سلطان، فمن كانت له ملكة يتمكن بها من توجيه النصوص واستحضارها واستنباط الأحكام منها فهذا هو المجتهد، والأمة الإسلامية لا تخلو من عالم تقوم به الحجة.
وأما المقلد فهو الذي يقبل الحكم بغير دليل، وقد ذم الله التقليد في كتابه وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم وأجمع على تحريمه كل من يعتد به.
أما سؤال العوام لأهل العلم المعتبرين وجوابهم لهم فهذا هو البلاغ الذي أمر الله به، وليس القصد هو أن يصل إلى درجة العالم الذي أفتاه، فالعالم الذي يبلغ عن الله وعن رسوله شرعه، عليه أن يقرن أحكامه بالدليل فإن الله أمر بذلك في كتابه، وكثيرا ما يطلب القرآن من المشركين الحجة والدليل على سفاهاتهم وشركهم وجهلهم وبعدهم عن العلم، فعلى العالم أن يتقيد بالدليل ولا يفتي الناس بالكلام المجرد؛ قال الله تعالى: ((فلنسألن الذين أرسل إليهم ولنسألن المرسلين)).

الدليل هو قوله تعالى:{حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ وَعَمَّاتُكُمْ وَخَالاَتُكُمْ وَبَنَاتُ الأَخِ وَبَنَاتُ الأُخْتِ} (23) سورة النساء.
 ومحل الشاهد هو قوله :  وَبَنَاتُ الأَخِ

لا شك أن (حسن البنا) هو مؤسس دعوة (الإخوان المسلمين)، وهو صوفي ينسب إلى (الطريقة الحصافية)، وقد بايع في أحد الأضرحة على الطريقة. وله أقوال خطيرة في العقيدة والمنهج، ودعوتهم تجمع جميع المخالفين لأهل السنة، بل دعوة (الإخوان) مبنية على ذلك، فهم يدعون إلى التآخي مع الرافضة الذين كانوا شؤماً على دعوة محمد صلى الله عليه وسلم، ودعوتهم إلى القومية العربية. وأما (سيد قطب) فقولي فيه هو ما سطرته في كتابي (المفسرون) حيث أشرت إلى أنه أحد المنحرفين الذين تخرجوا من مدرسة الإخوان المسلمين، وقد ألفت كتاب (المفسرون) بعد تأليفي كتاب (الإحسان) فهو الناسخ لما سبق، وذلك كان زلةَ قلم ولسان، وحسنَ ظنٍّ ببعض الناس، ولكن إذا تبين الحق فماذا بعد الحق إلا الضلال. فكتاب العدالة الاجتماعية من أشر الكتب التي تركها سيد قطب، ولا يَكتب هذا الكتابَ بذلك الأسلوب إلا الأيادِي الأثيمةُ التي تحمل في طياتها حقداً على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقد فصلت القول في ذلك بعض الشيء، فمن شاء رجع إليه؛ زيادة على منهاجه التكفيري الذي تشبّع به كثير من شباب العالم الإسلامي، ونهاجاً خطيراً يهدد الدعوة الإسلامية. فالرجوع إلى كتب (سيد) وكتب (حسن البنا) وإلى آرائهم وأقوالهم يوقع الإنسان في مزالق ومهاوي عقدية ومنهجية، فالحذر الحذر منها ومن أكثر كتب الإخوان! فأغلبها مشحون بالمخالفات، والطعن على أهل السنة والجماعة، والدعوة إلى منهاج الخلفيين. فنرجو الله أن يجنبنا فكرهم ومنهاجهم، وأن يرد الأمة جمعاء إلى الطريق المستقيم، إنه سميع مجيب.

 

بالنسبة للرهن الشرعي: هو أن يوضع مقابل من المال أو من الأصول أو الحيوان أو غيرها لتأمين المال المعطى للمرتهِن، وهو سلف يقصد به الاحتساب والأجر والثواب، ولا يجوز الاستفادة منه بأيّ وجه من الوجوه، إلا إذا كان الشيء المرهون يحتاج إلى طعام وشراب أو نفقة، فإنه يجوز أن يُطعِم تلك الدابةَ ويأخذَ مقابلها حليبها ولبنها وما هو في مثل هذا.
 أما أن يستغل المرتهن المرهون فيستفيد منه مقابل ما دفعه من المال فهذا لا يجوز، سواء كان أرضاً أو نخلاً أو مسكناً أو غير ذلك؛ فالرهن يُطلب فيه الاحتساب والأجر، ولا يُطلب فيه العِوَض والاستفادة من المرهون. هذا والله أعلم.
أما ما أشرت إليه من قضية النخل، فإن كان هو المرهون، والذي رهنه ينفق عليه خدمته وإصلاحه، فالثمرة له. أما إذا كان لا ينفق عليه شيئاً، فهو لصاحبه، ولا يجوز الاستفادة منه بأيّ حال من الأحوال.

الصلاة جائزة وراء كل بر وفاجر، والطرق الصوفية فيها أصحاب الحلول والاتحاد، وفيها من يعتقد معتقدات شركية كالتجانية وأمثالها، فأمثال هؤلاء لا تجوز الصلاة وراءهم، وأما مجرد التصوف الذي لا شرك فيه ولا حلول ولا اتحاد فالصلاة وراء صاحبه جائزة، وقد بوب الإمام البخاري رحمه الله في صحيحه: باب إمامة المفتون والمبتدع

الصلاة وراءه جائزة لأن الاحتفال بالمولد بدعة وليس بشرك، إلا أن في قصيدة البردة أبياتا فيها شرك أكبر، وفي دليل الخيرات بدع وأحاديث مكذوبة على الرسول صلى الله عليه وسلم، وقد بينت ما في البردة من المخالفات والشركيات في كتابي المسمى: "الأسباب الحقيقية لحرق إحياء علوم الدين على يد أمير المؤمنين يوسف بن تاشفين"، وأما كتاب "دليل الخيرات" فقد خصصته بكتاب مستقل سميته: "وقفات مع الكتاب المسمى دلائل الخيرات وذكر ما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة عليه من دلائل الخيرات".".

الرسوم المتحركة إذا كانت لتعليم الأطفال وخلت من كل المخالفات الشرعية والعقدية والسلوكية والمنهجية فهي جائزة، أما إذاكانت مصحوبة بمخالفات تفسد عقيدة الطفل ومنهجه وسلوكه فلا تجوز، ولا ينبغي للمسلم أن يتوسع في هذا الباب بل يضيقه قدر ما يستطيع.

ما سألت عنه من أنك تبرمج لشخص طلب منك ذلك، ثم تبيع البرنامج نفسه لشخص ثان وثالث ورابع فهذا أمر جائز لا إشكال فيه إذا لم يسبب ذلك أي حرج للشخص الأول..

الجنسية هي من القوانين الوضعية التي لاأصل لها في الكتاب ولا في السنة، والمسلم انتماؤه هو دخوله في الإسلام واعتناقه للتوحيد وعنايته به وبراءته من الشرك الأكبر والأصغر، أما أن يكون انتماؤه في القانون الوضعي إلى بلاد كافرة لاتؤتر على ديانته ولاعلاقة لها بتوحيده وعبادته فهذا لا شيء فيه لا سيما إذا كانت له مصلحة في انتمائه لذلك البلد الجديد، أما إذا كان الانتماء إلى بلد يؤثر على دينه ويفسده عليه فهذا لايجوز، فالانتماء إلى بلد معين مع صحة دين الإنسان لا إشكال فيه فالأرض لا تقدس أحدا، فلا يكفر ولا يسلم بالانتماء إليها، فكفار قريش لم يكسبهم الانتماء إلى مكة القداسة، بل ذكرهم الله بأخس الأوصاف، والمنافقون الذين كانوا يصلون خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكسبهم ذلك إلاالخزي والعار وذكرهم الله بأخس الأوصاف.

هذا هو الذي يسمى بالخلو والأولى بالمسلمين ألا يضيقوا الوسائل التجارية حتى تتيسر أمور كثير من الناس ويرتزقوا بالطرق المباحة، لكن لا يظهر لي ما يمنع من ذلك لأنه لا يدخل في أي باب من أبواب المحرمات في أبواب البيع والمعاملات لأنه لا ربا فيه ولا غرر ولا نجش ولا هو محرم لذاته كبيع الخمر والأصنام والميتة والخنزير