× المنتديات إذاعة دار القرآن البث المباشر القرآن الكريم الدروس والمحاضرات المسموعة الدروس والمحاضرات المرئية الكتب الناطقة قسم الكتب الكتب الإلكترونية قسم الكتب الضوئية المخطوطات الردود والمقالات الفتاوى الشرعية البرامج الاسلامية خدمات الموقع بوابات المعاهد الالكترونية بوابة المقارىء الالكترونية
بيان جمعية الدعوة إلى القرآن والسنة في إدانة تفجير مراكش
بسم الله الرحمن الرحيم
بيان جمعية الدعوة إلى القرآن والسنة في إدانة تفجير مراكش
يوم الخميس 24 جمادى الأولى 1432 هـ / 28 أبريل 2011 م
هذا بيان على إثر الحادث المهول المؤلم بمقهى أركانة بمراكش الذي روع المسلمين وغيرهم والذي لا يصدر إلا
عن النفوس الخبيثة التي تنكبت عن الفطرة وعن العقل وعن الكتاب والسنة.

 ولا شك أن هذا الحدث من جملة الفتن التي أخبر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم ووصفها بالهرج وفسر صلى الله عليه وسلم الهرج بالقتل وأخبر صلى الله عليه وسلم بأن الفتن ستكون كقطع الليل المظلم. فنعوذ بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن. ونقول كما قال أحد أئمة السلف وهو ابن أبي مليكة كما ذكر البخاري رحمه الله في صحيحه في كتاب الفتن: اللهم إنا نعوذ بك أن نرجع على أعقابنا أو نفتن عن ديننا.
هذا الحدث مع الأسف يوصف بأوصاف عديدة وقد تضمن سيئات كثيرة.
السيئة الأولى: ترويع الآمنين؛ والنصوص جاءت بالنهي عن حمل السلاح على المسلم.
السيئة الثانية: سفك الدماء؛ الذي جاءت النصوص القطعية بالنهي عنه، وأجمعت الشرائع كلها على تحريمه وآخرها شريعة رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ قال الله تعالى: {وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا} (93) سورة النساء. وصح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «لا يحل دم امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث: النفس بالنفس والثيب الزاني والتارك لدينه المفارق للجماعة».
السيئة الثالثة: الغدر؛ الذي حرمه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، والمنافي للوفاء بالعهود، قال تعالى: {وَأَوْفُواْ بِعَهْدِ اللّهِ إِذَا عَاهَدتُّمْ} (91) سورة النحل. والنبي عليه الصلاة والسلام يقول: «آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا اؤتمن خان». وأعظم حديث ورد في هذا الباب قول الرسول صلى الله عليه وسلم: «لكل غادر لواء يوم القيامة يعرف به يقال: هذه غدرة فلان بن فلان». ولا شك أن الغدر من شيم الضعفاء ومن شيم الخبثاء فيتحايلون على الناس بهذه الأنواع من الحيل فيغدرونهم والعياذ بالله.
السيئة الرابعة: قتل المعاهدين؛ وهم الذين دخلوا بلاد الإسلام بعهد أمان من ولاة الأمور، قال تعالى: {مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا} (32) سورة المائدة. وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «من قتل معاهدا لم يرح رائحة الجنة، وإن ريحها يوجد من مسيرة كذا وكذا». ونفس المعاهد معصومة.
السيئة الخامسة: تخريب الممتلكات؛ قال الرسول صلى الله عليه وسلم: «إن الله كره لكم ثلاثا قيل وقال وإضاعة المال وكثرة السؤال». ولا شك أن في هذا الفعل القبيح من إضاعة المال ومن التخريب ما لا يعلمه إلا الله بدون مبرر وبدون حجة ولا دليل، قال الرسول صلى الله عليه وسلم: «إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا». وهذا من أواخر كلمه صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع في خطبته المباركة الشهيرة، وفيها هذه الأصول العظيمة من تحريم الأموال والدماء والأعراض.
نختم هذا البيان بتوصيات مهمة:
التوصية الأولى: على الجهات المسؤولة عن التحقيق في الحادث التثبت والتريث حتى لا يظلموا جهة معينة؛ فردا كان أو جماعة. وهذا ولله الحمد منهج القرآن، فالله تبارك وتعالى يقول: {وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} (164) سورة الأنعام. ويقول: {كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ} (38) سورة المدثر.
التوصية الثانية: الضرب على أيدي الجناة المتورطين في هذا الفعل الشنيع حتى يكونوا عبرة لغيرهم.
التوصية الثالثة: حصر العقوبة في مرتكبي الجريمة وعدم توسيع دائرة الاشتباه.
التوصية الرابعة: التأكيد على رسالة دور القرآن المتمثلة في تربية النشء وتوعية الأمة، فهي تحارب كل فتنة وكل تطرف وكل إرهاب سواء كان من جهة إسلامية أو غير إسلامية؛ لأن الإرهاب لا دين له ولا وطن له، فيمكن أن يكون في الملاحدة وفي العلمانيين، ويكون في النصارى وفي اليهود، فالتطرف لا ينبغي أن يلصق فقط بالمسلمين.
التوصية الأخيرة: التحذير من التطرف العلماني والليبرالي في التضييق على الدعاة إلى الله في نشر رسالة الإسلام السمحة، فالملتزمون والمستقيمون مواطنون مغاربة مثلهم، ولهم الحق في نشر دينهم ونشر مبادئهم، فلا يحق للعلمانيين أن يحتكروا المغرب، ويقصوا غيرهم، وهم يزعمون الحرية ويزعمون الديمقراطية وهم أبعد الناس عنها.
فنرجو الله تبارك وتعالى أن يحفظ هذا البلد من كيد الكائدين، وأن يوفق المسلمين للرجوع إلى كتاب الله وإلى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وإلى تحيقيق العدل. وأن يعجل بفتح دور القرآن الكريم لمواصلة مسيرتها الإصلاحية المعتدلة بعد أن طالتها يد الظلم والحصار. وصلى الله وسلم على نبينا محمد ولآله وصحبه أجمعين.

رئيس الجمعية الدكتور محمد بن عبد الرحمن المغراوي

article image

تعليقات: 0 مشاهدة 2041
زكرياء أبو صهيب

إضافة رد

جميع الحقوق محفوظة 2020. ©